يمر حزب « نداء تونس » الحاكم، بظروف صعبة منذ قرار أمينه العام الأخير بتجميد عضوية رئيس الحكومة يوسف الشاهد في الحزب، حيث يعتبر البعض أن القرار كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، وأنه الحزب الحاكم في طريقه للزوال، خصوصا بعد أن غادره كثير من قياداته اعتراضا على قرارات الأمين العام للحزب.
قال الكاتب التونسي، المتخصص في الشؤون الدولية والسياسية، نزار مقني، إن طموح حافظ السبسي نجل الرئيس التونسي قايد السبسي في خلافة ولاده في قصر قرطاج، تسبب في انهيار حزب نداء تونس الذي أسسه والده عام 2012 على قاعدة العداء للإسلام السياسي والقوى الثورية. وجمع بين طياته طيف متعدد من اليساريين والنقابيين والدستوريين، واستطاع في أقل من سنتين أن يستحوذ على كثير مقاعد البرلمان.
وكشف مقني طريقة استحواذ حافظ السبسي الذي دفع به والده إلى رئاسة لجنة الهيكلة والتنظيم بحزب بالحزب عام 2013، قبل أن يتولى منصب أمينه العام بالحزب، على الحزب، والأسباب التي أدت إلى انهيار الحزب مؤخرا، موضحا أن عام 2013 أراد مجموعة من أعضاء الحزب الاستئثار على مقاليد السلطة به، ولم يكن ذلك ممكنا إلا من خلال التقرب من مؤسسه قايد السبسي، وكان لهم وابنه حافظ الذي دخل الحزب متأخرا بالمقارنة مع غيره من الذين أسسوا النداء في 2012.
وأضاف البحاث التونسي أن هؤلاء الأعضاء تعاملوا مع حركة النهضة، ورفعوا شعار إبعاد الاستئصاليين من مراكز الحكم في النداء وتلك كانت مناورة من الحركة الإسلامية، أدت إلى حدوث خلافات كبيرة بين الأمين العام السابق للنداء محسن مرزوق، والمدير التنفيذي الحالي للحزب حافظ السبسي.
والمفاجئ في الأمر وفقا للصحفي التونسي أن الرئيس السبسي باعتباره رئيس الحزب، قرر وقتها تكليف رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد، بتشكيل لجنة للنظر في الموضوع وحسمه، وهو ما انتهى إلى ترجيح الشاهد لكفة حافظ السبسي على حساب مرزوق ورفاقه من التيارات اليسارية، والنقابية الموجودة في النداء مقابل مساندته لتيار التجمعيين وسطه، وهو ما نتج عنه مغادرة مرزوق ومعه 30 نائبا بالبرلمان من مؤسسي الحزب، وهو ما يعد بمثابة أول مسمار في نعش حزب نداء تونس، بحسب مقني.