كتبنا كثيرا وكررنا مرات ومرات كما غيرنا عن الغلاء هذا « الغول » المرعب الذي فتك بالمقدرة الشرائية للمواطن لكن دون جدوى لأن الوضع يزداد قتامة مع كل يوم ومستوى الأسعار في ارتفاع فاق كل المنطق والمعقول حتى أننا اليوم لم نعد نتحدث عن ضرب المقدرة الشرائية للمواطن بل عن نسفها وتدميرها بالكامل
بعد أيام من التحوير الوزاري الذي أشغلوا به الشعب شهورا انتهت القصة وتم توزيع الوزارات والحقائب والامتيازات وبقي من بقي ورحل من رحل منهم من جنى عليه أداؤه الهزيل ومنهم من جنت عليه التوازنات السياسية والحزبية ولو أننا لا نرى أن من بقي أفضل ممن رحل
حصل التحوير الوزاري وأثبتت أحزاب قوتها وتأثيرها وضعفت أخرى لكن الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو معاناة المواطن فالفقير ازداد فقرا ومن كان في خانة وشريحة الطبقة المتوسطة نزل لطبقة الفقراء كل هذا والسادة الوزراء وحضراتهم وجنابهم وكل الصفات التي يتمتعون بها عند سماعها مشغولون بأشياء أخرى . فوزير الفلاحة في قمة النشاط وعوض ايجاد حلول لمشاكل الفلاحين وديونهم والتدهور الكبير الذي يعانيه القطاع نجده يبذل جهدا منقطع النظير في عيد الشجرة ويغرس شجرة ثم يعود الى بيته أو مكتبه فرحا مسرورا ليأتي نشاط آخر في يوم آخر جديد هو ندوة أو مؤتمر أي كرم في كلام
وزير التجارة لم يلتفت لا يمنة ولا يسرة ليرى ما يحصل في قطاع السجائر وليرى موجة الغلاء التي أصابت الخضر فالأسعار زادت بشكل جنوني في الأيام الأخيرة حتى صار الغلاء السابق نعمة ونحن لم ندري
الحليب مفقود الزيت غير موجود . التهريب انتشر أكثر وصار جهارا نهارا ثم ماذا هل مازال سيحصل أكثر من هذا
هدأت « العركة » بين الشاهد وحافظ وتصالح المشروع مع النهضة والكل سعداء يستعدون لانتخابات 2019 فماذا قدمتم لها ؟
الغلاء – البطالة – مزيد انتشار الفساد واستفحاله
ليس هناك أحسن ولا أدق من الوصف القرآني لما يعيشه التونسيون اليوم « وبلغت القلوب الحناجر » فالوضع وصل الى أقصاه وأقساه أما ما ينشر من تلك الأرقام عن تحسن الاستثمارات و تحرك قطاع ما وتوقع نسبة نمو للسنة الحالية والقادمة بكذا وكذا فتأكدوا أنها لا تعني المواطن في شيء فهي أرقام صنعتموها وتعبدونها