كشف وزير التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية، نورالدين السالمي، الثلاثاء بتونس، أنّ قطاع أشغال البناء، الذي يوفر زهاء 450 ألف موطن شغل مباشر وغير مباشر، يسجل قرابة 3500 حادث شغل، سنويا، بمعدل 10 حوادث يوميا مما يجعله من بين أكثر القطاعات خطورة
و بين السالمي، خلال ملتقى تنظمته الوزارة على مدى يومين لبحث موضوع الجودة والسلامة والتطور التكنولوجي في قطاع البناء والأشغال ، أنّ قطاع البناء يحتل المرتبة الثانية في حوادث الشغل بعد القطاعات الميكانيكية و المرتبة الأولى في نسبة حوادث الشغل القاتلة بمعدل يتراوح بين 30 و40 حادث شغل قاتل في حضائر البناء سنويا
(48 حادث شغل قاتل سنة 2017 على عدد جملي بلغ 151 حادث شغل قاتل بالنسبة لجميع القطاعات)
و أشار الوزير في موضوع اخر الى أنّ الوزارة رصدت ميزانية لتكوين المهندسين بما يمكن من تحسين الجودة واعتماد التكنولوجيا في مجال البناء
و ذكر في هذا الصدد، بتوقيع اتفاق مع وزارة تكنولوجيات الاتصال و الاقتصاد الرقمي، الاثنين، لتعميم منظومة التدفق العالي للانترنات في كل البناءات الجديدة في الوقت الذي اعتبر فيه رئيس هيئة المهندسين المعماريين، محمد مرزوق، أنّ مواكبة التطور التكنولوجي في مجال البناء في تونس لازالت دون المطلوب
و بين مدير الوقاية بالصندوق الوطني للتأمين على المرض، رفيق الدخلي، من جانبه، أنّ أهم أسباب حوادث الشغل القاتلة في قطاع البناء تتمثل في السقوط من أعلى البنايات بنسبة 25 بالمائة يليه سقوط الأشياء ثم التكهرب بنسبة 10 بالمائة
و أضاف الدّخلي: ينجرّ على حوادث الشّغل في قطاع البناء 100 ألف يوم عمل ضائع مما يشكل نسبة 10 بالمائة من اجمالي عدد الأيام الضائعة في كامل القطاعات المقدرة بمليون يوم عمل
و أرجع المتحدث هذه الأرقام الى عدم اعتماد وسائل الوقاية اللازمة رغم ما يوفره صندوق التأمين على المرض من تمويلات وتشجيعات للمؤسسات للحد من خطورة الحوادث كما يقدم الصندوق قروضا بصفة ميسرة تصل إلى 300 ألف دينار لاقتناء هذه الوسائل
و شدد المهندس بالإدارة العامة للبنايات المدنية بوزارة التجهيز، بدر الدين بوعلي، من جانبه، على أنّ السلامة وتحسين ظروف العمل من شأنه أن يضمن الجودة داعيا إلى ضرورة تدعيم السّلامة في حضائر البناء من خلال العمل على تطبيق ومراجعة المنظومة التشريعية
و لاحظ ممثل الجمعية التونسية لفنيي ومهندسي السلامة المهنية، ميهوبي نصر الدين، أهميّة تطبيق آليات الرّدع المتعلقة بالسلامة لافتا إلى أهمية استعمال « الصقالات » خاصة منها الحديدية لحماية عمال البناء