تم عرض أقدم نسخة مخطوطة من القرآن الكريم فى الصين بمقاطعة تشينغهاى بشمال غربي البلاد مؤخرا، حيث كان هذا ظهور المخطوطة لأول مرة للجمهور، و يرجع تاريخ هذه المخطوطة من القرآن إلى 1100-1300 سنة، مما يجعل المخطوطة إحدى المخطوطات الثلاث الأقدم من القرآن الكريم على مستوى العالم
و تتألف المخطوطة المكونة من 867 صفحة من 30 مجلدا معبأة في علبتين، تزن المخطوطة نحو 13 كيلوغراما. وحاضنة الكتاب مصنوعة من جلد وحيد القرن بأشكال جميلة، في حين أن كل مجلد مرصع و مؤطر بالحرير الأزرق. قد تم إدراج هذه المخطوطة من القرآن الكريم في فهرس الكتب الوطنية النادرة القديمة في عام 2009، و تم ترميمها من قبل الخبراء الصينيين في مجال الدراسات التاريخية و الإسلامية في عام 2017، حيث تم حفظ المخطوطة في خزانة زجاجية مزودة بنظام للتحكّم و التعديل مستويات الأكسجين و درجة الحرارة و الرطوبة في داخل الخزانة
و وفقا للأسطورة السائدة في مقاطعة تشينغهاى الصينية، فإن الأسلاف من قومية سالار، الذين يؤمنون بالإسلام، نقلوا هذه المخطوطة للقرآن الكريم من مسقط رأسهم الأصلي في آسيا الوسطى، و استقروا في ما يعرف الآن بمنطقة سالار ذاتية الحكم في مدينة شيون هوا بمقاطعة تشينغهاى، و كان ذلك في القرن الـ13. أما المخطوطة السرية من القرآن الكريم التي نقلها أسلاف قومية سالار إلى مقاطعة تشينغهاى، هي حاليا في مسجد جيزي بالمقاطعة
و قال هان قوه لونغ و هو أحد القرويين المحليين من قومية سالار إنه يأتي مع أقاربه إلى هذا المعرض الجميل الذي يعد كنزا نفيسا لقبيلته العرقية و وطنه العظيم. كما أضاف هان “بعد رؤية المخطوطة الجميلة، أشعر بالإعجاب و الفخر العميق.” في كل يوم، يجتذب المعرض حوالي 6000 زائر يأتون من تشينغهاى ومقاطعة قانسو المجاورة، حيث يعيش العديد من المسلمين الصينيين. كما أشار الكثير من الزوار إلى أن هذه المخطوطة من القرآن الكريم هي لا تعد ثروة بالنسبة للشعب الصيني يتعرّف من خلالها على الإسلام و تاريخه العريق فحسب، بل هي ثروة بالنسبة لكل البلاد لأنها تعكس عظمة التنوع الثقافي للصين في العصر القديم