مع التطورات التي يشهدها العالم في القرن الواحد والعشرين شهدنا توجهات كثيرة من الدول وخصوصاً الدول المتطورة ودول العالم الثالث في الاستثمارات في الأصول سواءً في الاستثمارات المحلية أو الاستثمارات الخارجية، مما جعل هذه الدول تقوم بزيادة مدخولاتها وبالتالي مساعدتها بالحفاظ على مستواها الاقتصادي.

 

مما لا شك فيه أن الاقتصاد مهم لدرجة كبيرة، وتلك الدول تتأثر بأي تحرك أو قرار من شأنه رفع اقتصادها أو انخفاضه فهي تعتمد على قواعد هشة فعلى سبيل المثال عملية الصادرات أغلبها تعتمد على عدد بسيط من المنتجات، وأي تقلب بالنسبة للعرض أو الطلب لهذه المنتجات يؤثر بشكل حاد بهذه الدول واقتصادها. ولكن من النظر من زاوية أخرى نجد أن هذه الدول لا تعتمد على التنمية البشرية كمصدر لتطور البلاد وجعلها في مصاف الدول المتقدمة.

ولو أخذنا بعين الاعتبار الأسباب الرئيسة في تنمية أي بلد سنجد أن هناك سببين مهمين وهما (التعليم، والصحة ) وبالرجوع إلى الدول المذكورة نجد أن الرعاية الصحية تكون سيئة ويرجع السبب لعدم الاهتمام بها، فالمستشفيات جميلة الشكل ولكنها تفتقر للطاقم الطبي والموظفين الذين يحتاجون إلى تأهيل وتدريب لمواكبة التطور في المجال الطبي، وبالتالي يتكبد كثير من المواطنين عناء السفر للدول المجاورة للحصول على رعاية أفضل، وقد تكون هذه الدول أقل اقتصادياً، أي أن الأمر لا يعني بالضرورة القوة الاقتصادية للحصول على رعاية صحية جيدة.

 

وفي الجانب الآخر، فإن ما تعانيه هذه الدول هو افتقار شديد في مستوى التعليم فلا يوجد دعم للأبحاث والمخترعين والعلماء والآدباء، وبالمقابل يوجه الدعم بشكل كامل للمباني الخاصة بوزارة التعليم أو الجامعات أو المؤسسات التعليمية كما هو الحال بوزارة الصحة ومستشفياتها والمؤسسات الطبية، دون النظر إلى جودة الخدمات المقدمة، فعندما نصل إلى الجودة نجد الموازنات لا تكفي فقد تم صرفها بشكل كامل على المباني التي تظهرنا بشكل حضاري كما يدعون. ولو قمنا بنظرة سريعة للدول المتقدمة نجد أن مبانيها هي أقدم ما فيها، فكيف وصلوا إلى هذا المستوى المتقدم؟ والجواب بسيط لأنهم استثمروا في الإنسان وليس البنيان، وهذا لا يعني أنني ضد الاستثمار في الأصول ولكنني أفضل الاستثمار بالعقول أيضا.