ديما نسمعوا عن السيادة الوطنية و دبلومسيتنا القائمة على السلام(الي مغلبها خضوع وتعدي على السيادة التونسية) حبيت نكتب على ايام السيادة التونسية الحقيقية كي كانت تونس مهابة من برشة دول و على سبيل المثال إعلان المملكة التونسية الحرب على جمهورية البندقية
أعلن حمودة باشا الحرب على البندقية دفاعاً عن سيادة تونس و حماية لتُجّارها و تجارتها الخارجية، و يعود السبب المباشر للحرب إلى تعامل سلطات البندقية في مالطة و الأهالي بقسوة مع مجموعة من التجار التوانسه و إحراق حمولة سفينتهم.
طالب حمودة باشا إثر الحادثة حكومة البندقية بتعوض التجار التونسيين، إلاّ أن التسويف و المُماطلة من جانب البنادقة أدت إلى تعكير العلاقات بين البلدين، و زاد في ذلك التعكير حدوث أعمل إستفزازية عدائيّة أخرى قام بها أسطول البندقية ضد الحمولات التجارية التونسية. فأصبح حمودة باشا يُطالب تلك الدولة بتعويض مُضاعف للخسائر التي أصابت التجار التونسيين
و أمام إمتناع البندقية المتواصل عن إجابة مطالب تونس، أعلن الباي الحرب على تلك الدولة يوم 17 جانفي 1784 لإجبار البنقدية على إحترام الدولة التونسية، كما أعلن الحرب على الأسطول البندقي العامل في البحر المتوسط، و قد كان ذلك بعد أن إتخذ الباي الإجراءات الدفاعية اللازمة. و بعد خمسة أيام من إعلان تونس الحرب، أمر حمودة باشا الأسطول البندقي المفاوض و جميع أفراد حملته بترك البلاد التونسية و مياهها الإقليمية في مدة 24 ساعة
و لما حلت صائفة سنة 1784، كان على رأس الأسطول البنقدي قبطان جديد يدعى {إيمو – C.Emo}و كان عنيداً، دخلت معه الحرب طوراً عنيفاً، إلاّ أن حمودة باشا كان أكثر صلابة و عناداً و قد قررّ مُتابعة الحرب حتى تتحصل تونس على تعويض مناسب، و كان مع كل معركة أو هجوم بحري على أحد الموانئ التونسية، يرفع الباي حجم مطالبه إلى أن صارت أضعاف ما كان يُطالب به في أول الحادثة، و في سنة 1786 شعر القبطان {إيمو – C.Emo} بعدم نجاح مهمته فكتب إلى الباي يُهدده بوجوب قبوله لمطالب البندقية و إلاّ هدم كل حصون حلق الواد، و كان جواب الباي ” أنّ الصلح هو في دفع كل خسائر تونس، و أنه إذا هدمت حصون حلق الواد ستكون دولة البندقية مُجبرة على إعادة بنائها من جديد.”
بعد 8 سنوات بلغت الحرب نهايتها، بعد أن أعادت البندقية النظر في تلك الحرب الضروس التي كلفتها ثروة طائلة بسبب شدّة التحصين و قوة الدفاعات التونسية اللذين لم يكن يتخيلهما البنادقة عند بداية الحملات، بالإضاف إلى موت القبطان {إيمو | C.Emo} فجأة في مالطة و هو الذي كان يعتبره حمودة باشا عدواً شخصياً له. أما السبب الثالث و هو ما جعل حمودة باشا يُعجّل بإنهاء الحرب، هو ظهور تهديد جدّي من الجانب الجزائري لمُحاربة تونس، تلك الأمور أوجدت وضعاً جديدا بالنسبة لحمودة باشا، فرأى أن يُنهي تلك الحرب خوفاً من أن يقع في مأزق مُحاربة عدوين في وقت واحد. لهذا قبل الباي مفاوضات جديدة مع البندقية و هي المفاوضات الي إنتهت بمعاهدة صلح بين الدولتين يوم 2 ماي 1792.
كانت تلك المهادة لصالح تونس، فمن شروطها دفع البندقية تعوضيات كبيرة و هدايا ثمينة جداً للباي، و أنها لن توضع موضع التنفيذ حتى تقدم البندقية ما عاهدت عليه. من أهم نتائج الحرب : – توطيد هيبة تونس في الخارج بالصلابة التي أظهرها الباي أثناء الحرب، و بنجاحه في الحصول على مبتغاه من التعويض و على خسائر الحرب، بل فوق ما كان يُطالب به. – خروج حمودة باشا من تلك الحرب و بلاده أقوى و أغنى بكثير مما كانت عليه أول الحرب، بل خرج من تلك الحرب هو أقوى حُكام شمال إفريقيا.